حرمة اللواط في الإسلام ، للشيخ عبد الناصر بليح
حرمة اللواط في الإسلام ، مقال للشيخ عبد الناصر بليح
ما حرمه القرآن الكريم:”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عباد الله:” ولأن القرآن يدعو لمكارم الأخلاق حَرَّمَ كُلَّ مَا يُضَادُّ الْأَخْلْاقَ الْفَاضِلَةَ وعلي رأسها الفواحش: قَالَ تَعَالَى: “قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ”(الأعراف: 33).حَرَّمَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ، وَالْفَوَاحِشَ كَالزِّنَا، وَاللِّوَاطِ، وَإِتْيَانِ النِّسَاءِ النِّسَاء، وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِمَّا حَرَّمَهُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ مِنْ تِلْكَ الْفَوَاحِشِ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِالْأَبْدَانِ ظَاهِرًا، وَحَرَّمُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ مَا بَطَنَ مِنَ الْفَوَاحِشِ -أَيْضًا- مِنَ النِّفَاقِ وَمِنَ الْحِقْدِ وَالْحَسَدِ، وَالْغِلِّ وَالضَّغِينَةِ، وَمِنْ الْعُجْبِ، وَمِنْ مَحَبَّةِ الْمَحْمَدَةِ وَالسُّمْعَةِ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِالْقُلُوبِ.
وعلي رأس تلك المحرمات والنواهي جريمة اللواط التي تناولها القرآن الكريم في أكثر من ثلاث عشر موضعاً في إحدى عشر سورة من القرآن وهي: سورة
الأعراف، وهود، والحجر، والأنبياء، والفرقان، والشعراء، والنمل، والعنكبوت ، والصافات، والقمر، والتحريم.. وجمع على القوم بين عمي الأبصار، وخسف الديار، والقذف بالأحجار، ودخول النار، وقال محذراً لمن عمل عملهم ما حل بهم من العذاب الشديد:” وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ “( هود/89).
الشذوذ الجنسي- اللواط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما معنى اللواط ؟
جماعة الإسلام:” اللواط هو الاتصال الجنسي بين ذكرين ،وهو نوع من أنواع الممارسات الجنسية الشاذة التي تسبب أضراراً بالغة الخطورة على الفرد والمجتمع.
تاريخ اللِّواط :”
ــــــــــــــــــــــ
عباد الله :”يبدو أن هذا الانحراف الخُلقي بدأ لأول مرة في قوم لُوط و لم يكن الناس يفعلون ذلك من قبل، ويَدُّلُ على ذلك قول الله تعالى: “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ”(الأعراف/81,80).
و تدل بعض الأحاديث على أن المُعلِّمُ الأول لهذا الانحراف الخطير هو إبليس “لعنه الله”، فقد رَوى أبو بصير عَنْ أَحَدِهِمَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (عليه السلام ) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ فَقَالَ :”إِنَّ إِبْلِيسَ أَتَاهُمْ فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ فِيهِ تَأْنِيثٌ، عَلَيْهِ ثِيَابٌ حَسَنَةٌ ، فَجَاءَ إِلَى شَبَابٍ مِنْهُمْ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقَعُوا بِهِ، فَلَوْ طَلَبَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَقَعَ بِهِمْ لَأَبَوْا عَلَيْهِ ، َلَكِنْ طَلَبَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَقَعُوا بِهِ، فَلَمَّا وَقَعُوا بِهِ الْتَذُّوهُ، ثُمَّ ذَهَبَ عَنْهُمْ وَ تَرَكَهُمْ ، فَأَحَالَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ” .
و لقد بعث الله عَزَّ و جَلَّ إلى هؤلاء القوم نبيه لُوط ( عليه السَّلام ) ، لكنهم كذَّبوه و أصرّوا على ارتكاب الفاحشة و اللواط حتى أنزل الله عليهم العذاب .”وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ”(الأعراف/84).
وهذا هو المروي عن جماعة من الصحابة والتابعين :
فقد ورد في السنة النبوية في أمر تعذيب قوم لوط أن جبريل ضربهم بجناحه، فطمس أعينهم، وأذهب بصرها، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَنْ أُنَاسٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعًا قَالَ: لَمَّا خَرَجَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ عِنْدِ إِبْرَاهِيمَ نَحْوَ قَرْيَةِ لُوطٍ وَأَتَوْهَا نِصْفَ النَّهَارِ، فَلَمَّا بَلَغُوا نَهَرَ سَدُومٍ لَقَوُا ابْنَةَ لُوطٍ تَسْتَقِي مِنَ الْمَاءِ لِأَهْلِهَا ـ وَكَانَ لَهُ ابْنَتَانِ ـ فَقَالُوا لَهَا:
يَا جَارِيَةُ، هَلْ مِنْ مَنْزِلٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، مَكَانَكُمْ لَا تَدْخُلُوا حَتَّى آتِيَكُمْ فَأَتَتْ أَبَاهَا، فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ أَدْرِكْ فِتْيَانًا عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ مَا رَأَيْتُ وُجُوهَ قَوْمٍ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهُمْ لَا يَأْخُذُهُمْ قَوْمُكَ فَيَفْضَحُوهُمْ، وَقَدْ كَانَ قَوْمُهُ نَهَوْهُ أَنْ يُضِيفَ رَجُلًا حَتَّى قَالُوا: حَلَّ عَلَيْنَا فَلْيُضَيِّفِ الرِّجَالَ فَجَاءَهُمْ وَلَمْ يُعْلِمْ أَحَدًا إِلَّا بَيْتَ أَهْلِ لُوطٍ، فَخَرَجَتِ امْرَأَتُهُ فَأَخْبَرَتْ قَوْمَهُ، قَالَتْ:
إِنَّ فِي بَيْتِ لُوطٍ رِجَالًا مَا رَأَيْتُ مِثْلَ وُجُوهِهِمْ قَطُّ، فَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَتَوْهُ قَالَ لَهُمْ لُوطٌ: يَا قَوْمِ اتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رُشَيْدٌ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهُرُ لَكُمْ ـ مِمَّا تُرِيدُونَ، قَالُوا لَهُ: أَوَ لَمْ نَنْهَكَ إِنْ تُضَيِّفَ الرِّجَالَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ، وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ، فَلَمَّا لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ مَا عَرَضَهُ عَلَيْهِمْ، قَالَ:
لَوْ أَنَّ لِيَ بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ـ يَقُولُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: لَوْ أَنَّ لِي أَنْصَارًا يَنْصُرُونِي عَلَيْكُمْ أَوْ عَشِيرَةً تَمْنَعُنِي مِنْكُمْ لَحَالَتْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَا جِئْتُمْ تُرِيدُونَهُ مِنْ أَضْيَافِي، وَلَمَّا قَالَ لُوطٌ: لَوْ أَنَّ لِيَ بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ بَسَطَ حِينَئِذٍ جِبْرِيلُ جَنَاحَيْهِ فَفَقَأَ أَعْيُنَهُمْ وَخَرَجُوا يَدُوسُ بَعْضُهُمْ فِي آثَارِ بَعْضٍ عُمْيَانًا، يَقُولُونَ: النَّجَا النَّجَا، فَإِنَّ فِي بَيْتِ لُوطٍ أَسْحَرَ قَوْمٍ فِي الْأَرْضِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ”(القمر/37).
وَقَالُوا: يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ، فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطِعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتُكَ ـ فَاتَّبِعْ آثَارَ أَهْلِكَ، يَقُولُ: وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ـ فَأَخْرَجَهُمُ اللَّهُ إِلَى الشَّامِ وَقَالَ لُوطٌ: أَهْلِكُوهُمُ السَّاعَةَ فَقَالُوا: إِنَّا لَمْ نُؤْمَرْ إِلَّا بِالصُّبْحِ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ السَّحَرُ خَرَجَ لُوطٌ وَأَهْلُهُ عَدَا امْرَأَتِهِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ(القمر/34).( صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ).
تحريم عمل قوم لوط من الكتاب والسنة:”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللواط جريمة شنيعة وفاحشة قبيحة، ورذيلة مذمومة ، وفعلة منكوسة ،وفطرة مطموسة وفاعلها ملعون مجرم فاسق ، وممارسها منكوبٌ استحق العذاب على عظيم جرمه ، وجسيم فعله ، ولهذا كان له عقوبة عجيبة غريبة في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة تختلف عن عقوبة بقية الفواحش والكبائر بسبب عظيم الجرم، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى .
قال الله تعالى:” وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين َفَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ”(المؤمنون/ 5 ـ7).
قال الشنقيطي رحمه الله في تفسيره: “ذكر جل وعلا أن من صفات المؤمنين المفلحين الذين يرثون الفردوس ويخلدون فيها، حفظهم لفروجهم، من اللواط والزنا ونحو ذلك، وبين أن من لم يحفظ فرجه عن الحرام بل تعدى حدود الله فهو ظالم لنفسه ومهلكها وموبقها وموقعها في شديد عذاب الله تعالى” انتهى.
وقد سمى الله عز وجل فعل عمل قوم لوط فاحشة في قوله تعالى على لسان نبيه لوط عليه السلام إذ قال:” وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ”(الأعراف/80).ولقد جاء تحريم الفاحشة عموماً ومنها اللواط في قوله تعالى :”قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن”.
و قال جَلَّ جَلالُه:
“كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ”(الشعراء).
وقال تعالى:” وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هؤلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَاهِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ “(هود 77-83).
وقال تعالي:” فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ “(النمل/56).وهذه قاعدة ثابتة دائماً الطاهر الشريف لا يستطيع العيش مع الفاسدين فيحاولون إخراجه مادام يصر علي الطهارة ..
قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ”(العنكبوت/30).فأيس منهم نبيهم، وعلم استحقاقهم العذاب، وجزع من شدة تكذيبهم له، فدعا عليهم و{ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ } فاستجاب اللّه دعاءه.
السنة المطهرة: ـ
ـــــــــــــــــــــــــ
ولقد جاءت الأحاديث الصحيحة متضافرة من تحريم الفواحش بكل أنواعها وحرم التعدي على حدود الله فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه”(البخاري ومسلم).وعن بريده رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط الله عليهم الموت”(الحاكم).
وعن بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يلعنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا”(ابن ماجة وغيره).
عن بن عباس رضي الله عنهما قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ملعون من عمل بعمل قوم لوط”(صحيح الجامع ).وعن بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به”(الترمذي)(أحصنا أو لم يحصن).
عقوبة قوم لوط:”
ـــــــــــــــــــــــــــ
جماعة الإسلام: “اللواط عمل تنفر منه الطباع المستقيمة أشد نفرة حتي الحيوانات تنفر منه” لأن هذه الفعلة الشنيعة مخالفة وتعطيل للفطرة التي فطر الله الناس عليها
فلما كانت هذه المفسدة فيها عكس الفطرة وقلب لنظامها التي خلقها الله عليه .. قلب الله سبحانه ديارهم عليهم فجعل عاليها سافلها وجمع عليهم من أنواع العقوبات مالم يجمعه علي أحد..
فزيادة علي أن قلب الله عليهم ديارهم خسف بهم ورجمهم بحجارة من السماء وأهلك هذه القرية المعروفة بقرية سدوم الواقعة في طريق مطروق بين الحجاز والشام وتعرف الآن ببحيرة لوط أو البحر الميت حيث صار هذا المكان اخفض وأعمق مكان علي وجه الأرض وامتلأ بالماء الأسن الذي لا حياة فيه ولا مكان فيه لكائن حي ليظل أية متجددة مع الزمن تشير إلي بشاعة صنيع قوم لوط وتحذر من سلوك مسلكهم .
ومن ذلك ما ذكره ابن كثير في تفسيره عن مجاهد أنه قال: أَخَذَ جبريلُ قَوْمَ لُوطٍ مِنْ سَرْحهم وَدُورِهِمْ، حَمَلَهُمْ بِمَوَاشِيهِمْ وَأَمْتِعَتِهِمْ، وَرَفَعَهُمْ حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ نُباح كِلَابِهِمْ ثُمَّ أَكْفَأَهُمْ، وَقَالَ وَكَانَ حَمَلَهُمْ عَلَى خَوَافِي جَنَاحِهِ الْأَيْمَنِ. اهـ. وقال
ولما كان أمر اللواط عظيماً وخطيرا فقد جاء ت عقوبته غليظة قوية ، فقد أمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه بحرق لوطي في عهده، وكذلك أحرقهم هشام ابن الوليد ، وخالد القسري بالعراق، ورجم بن الزبير أربعة في لواط قد أحصنوا وجلد ثلاثة لم يحصنوا” انتهى ملخصاً. وسئل بن عباس: ما حد اللوطي؟ قال: “يُنظر أعلى بيت في القرية فيرمى منكساً ثم يتبع بالحجارة .وقال الفضيل بن عياض: “لو أن لوطياً اغتسل بكل قطرة من الماء لقي الله غير طاهر.
جمهور الأمة يري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قتل الفاعل والمفعول به لأنه ليس في المعاصي مفسدة أعظم من هذه المفسدة وهي تلي مفسدة الكفر وربما كانت أعظم مفسدة من القتل والزنا, وقتل المفعول به خير له من وطئه فإنه إذا وطئه فقد قتله قتلاً لا يرجي الحياة معه , قتل فيه روح الرجولة إلي الأبد وهو علي كل حال مقتول .
وقال بعض العلماء: “إذا علا الذكر الذكر هربت الملائكة، وعجت ـ صاحت ـ الأرض إلى ربها، ونزل سخط الجبار جل جلاله عليهم، وغشيتهم اللعنة، وحفت بهم الشياطين، واستأذنت الأرض ربها أن تخسف بهم ، وثقل العرش على حملته ، وكبّرت الملائكة، واستعرت الجحيم، فإذا جاءته رسل الله لقبض روحه نقلوها إلى ديار إخوانهم ، وموضع عذابهم، فكانت روحه بين أرواحهم ، وذلك أضيق مكاناً وأعظم عذاباً من تنور الزناة، فلا كانت لذة توجب هذا العذاب الأليم، وتسوق صاحبها إلى مرافقة أصحاب الجحيم. تذهب اللذات، وتعقب الحسرات، وتفنى الشهوة..(روضة المحبين 378 لابن قيم الجوزية).
بسبب انتشار هذه الفاحشة المحرمة (اللواط) ،واكتفاء البعض بعمل اللواط:
وانتشار الأمراض الفتاكة المهلكة بين أفراد المجتمع. منها الكبد الفيروسي والإيدز ونقل الأمراض التناسلية والجنسية الخطيرة ومنها (مرض الزهري والسيلان. والهربس ومرض التيفوئيد ومرض الأميبيا والديدان المعوية والجرب..)
ومن العجب!! أن الذين أثبتوا هذه الحقيقة هم أنفسهم الذين استباحوا عمل قوم لوط وسموه بغير مسماه :” المثليين” زواج الرجل من الرجل والمرأة من المرأة , والفرق بينهم وبين قوم لوط أن الغرب يعتبر هذه القاذورات حضارة وديمقراطية وحرية وتلك مقومات النظام العالمي الجديد الذي يريد حمل الناس عليها في أقطار الدنيا ..ولا حول ولا قوة إلا بالله – أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم..
ــــــــــــــــــــــــــــ
ماهي وسائل العلاج؟ لـ اللواط
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عباد الله :” بعد أن ذكرنا مخاطر تلك الفواحش ، وما تسببه من أضرار على الفرد والمجتمع ، وما قد تدفع به صاحبها إلى الخاتمة السيئة والعياذ بالله ، فها هي سبل العلاج والوقاية منها ، بإذن الله تعالى :”
1- تذكر أن الله معك و يراك في كل وقت وحين فلا تعصه ..
2- تذكر الحساب : والحساب إما يسير أو عسير ، فاعمل في دنياك ليخفف عنك..
3- تذكر هذه الشهادات وأنك لن تترك سدي:
الشهادة الأولى: شهادة الله عليك ، فالله مطلع عليك يراك حين تقوم ، وتقلبك على فراشك ، يرى النملة السوداء على الصخرة السوداء في الليلة الظلماء.. الشهادة الثانية : شهادة الملائكة الكرام: اللذين على كتفيك يقول الله تعالى: “مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ”( ق ) .
الشهادة الثالثة : شهادة جوارحك عليك :
يوم أن تطلب شهيداً عليك من نفسك فتتلكم أعضاؤك شاهدة ناطقة بأفعالك وأقوالك، يقول الله تعالى: الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”( يس/65) .
الشهادة الرابعة: شهادة الأرض عليك : فالبقعة التي كنت تمارس عليها فعل الفواحش والحرام ستأتي يوم القيامة لتشهد عليك ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :”يومئذ تحدث أخبارها”(الزلزلة/4) فقال : أتدرون ما أخبارها ؟ أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها ، أن تقول : عمل كذا وكذا في يوم كذا وكذا ، فهو أخبارها”(الترمذي )
الشهادة الخامسة : شهادة الناس عليك :
لقد كنت غافلاً عن شهادة عظيمة ، وهي شهادة الناس الذين كانوا حولك ويعرفونك، من الأقارب والجيران والخلان ، فهؤلاء يوم القيامة سيشهدون عليك بما كانوا يشاهدون من قبح أفعالك وسيئ صنيعك ، ألم تسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان جالساً مع بعض أصحابه، فمرت جنازة فأثنوا على صاحبها خيراً فقال: وجبت، ثم مرت جنازة أخرى فأثنوا على صاحبها شراً، فقال : وجبت، فسأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال :
ما وجبت ؟ قال صلى الله عليه وسلم : الجنازة الأولى أثنيتم عليها خيراً فوجبت لها الجنة، والثانية أثنيتم عليها شراً فوجبت لها النار، أنتم شهداء الله في الأرض”(صحيح).أتحسب أن الله غافلاً عنك وعن تصرفاتك ولكن الله تعالى بحكمته ورحمته يمهل ولا يهمل ، لكنه عز وجل إذا أخذ المذنب أخذه أخذ عزيز مقتدر.
4- دور الوالدين:
فالوالدان هما صماما الأمان في المنزل، وعليهما تقوم المجتمعات بإذن الله تعالى إذا أحسنا التربية والتعليم وأمرا أبناءهما بالمعروف ونهوهم عن المنكر، وبين لهم طرق الخير ورغبوهم فيها ، وبينوا لهم طرق الشر ورهبوهم منها، وحذروهم من الفواحش الظاهرة والباطنة ، ونشئوهم التنشئة الصالحة على حب الله تعالى وحب نبيه صلى الله عليه وسلم وحب الصالحين والعلماء، وحذروهم من عذاب الله تعالى وسخطه ، ومن أصدقاء السوء وأهل الشر والفساد ، وليحذر الآباء والأمهات كل الحذر من إدخال أجهزة الدمار الشامل ، من الدشوش، وأجهزة الفيديو، والإنترنت والمجلات الخليعة التي تدعوا إلى الجريمة والدعارة .
5- دور الخطباء والوعاظ:
جدير بالخطباء والوعاظ أن يحرصوا كل الحرص على أن يتطرقوا في خطبهم ومواعظهم لمثل هذه الجريمة النكراء لما تسببه من مرض وهلاك للفرد والمجتمع ، وأخص بذلك الخطباء لأن الخطبة يحضرها كل بر وفاجر ، أما المحاضرات والدروس فلا يحضرها إلا طلبة العلم وقليل من العوام ، فالتركيز كل التركيز على الخطباء، فهم الذين يعنون بمشاكل المجتمعات دراسة وحلولاً ، فلا بد أن نأخذ على أيديهم ونؤازرهم في هذا الأمر ونوجه لهم النصائح والتوجيهات التي قد يغفل عنها الكثير منهم .
6- دور التعليم :
ينبغي أن يعني التعليم عناية فائقة بالنشء فهم عماد هذا الدين بإذن الله تعالى، وهم اللبنة التي نغرسها لنجني ثمارها في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى، فالمناهج التعليمية لدى الجنسين لابد أن تتطرق إلى خطورة الفاحشة والعقوبة المترتبة عليها .
7- تيسير الزواج: من الأسباب الوقائية للقضاء على مثل هذه الفاحشة حتى يستطيع كل منهم قضاء وطره فيما أحل الله له.
8- الصيام :
لقد جاء الهدي النبوي الصحيح بسد كل الذرائع والوسائل المفضية إلى الحرام ، وكل ذلك حرصاً منه صلى الله عليه وسلم في إنقاذ أمته من عذاب الله تعالى.. وذلك بسد تلك الطرق بأمر يكسب به صاحبه الأجور الثلاثة: أجر ترك الحرام لله تعالى، وأجر امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وأجر فعل الصوم الذي يقربه إلى ربه ويضيق مجاري الشيطان، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”(متفق عليه).
9- الحذر من الخلوة :
وإن مما يجلب وسوسة الشيطان وشروره بقاء الإنسان وحيداً، ففي الوحدة شر كبير، وخطر مستطير، لما قد يلقيه في روع العبد عندما وحيداً ، ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الوحدة فقال: “لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده”(البخاري).وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نهى عن الوحدة أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده “(أحمد). فالوحدة مدعاة لوسوسة الشيطان ..
10- دور وسائل الإعلام:”
وهناك دور مهم يجب أن يقتنصه أهل العلم وهو دور وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ، فهذه الوسائل إن لم تكن وسائل خير وإصلاح ، كانت وسائل شر وإفساد ، فيجب على من تولى أمر هذه الوسائل أن يتقي الله تعالى فيما أمنه إياه من أداء الأمانة على الوجه الذي يرضي ربه عنه يوم يلقاه ، وعلى أن يرعى أمانة شباب المسلمين وألا يخون هذه الأمانة ، وعليه أن يستشير أهل العلم فيما سيعرضه للناس عبر الشاشات ، فلا يعرض فيها إلا كل نافع ودال على الخير وكل ما يدع إلى الله تعالى حتى يكون المسلم على بصيرة من أمور دينه . وبذلك نقضي على كثير من الفواحش والمنكرات التي تعج بها بلاد المسلمين .
كلمة أخيرة: “لمن ابتلي بهذا البلاء ( اللواط )
أما تعلم أن فعل اللواط، شرٌ ونكير، وفسادٌ كبير، وكبيرةٌ من كبائر الذنوب!
أما تعلم أنه كشف حال، وسوء مآل، وداءٌ عضال، وقبح أفعال!
إنه عيبٌ دونه سائر العيوب، تذوب من أجلها القلوب، فعلٌ مسبوب، ووضعٌ مقلوب، وفاعلٌ ملعون، ومفعولٌ به مغضوب، إنه خلقٌ فاسد وعرضٌ ممزق، وكرامةٌ معدومة، إنه زهريٌ وإيدز، سيلانٌ وسرطانٌ ذو ألوان، قذارةٌ دونها كل القاذورات، إنه خللٌ في توازن العقل، وضعفاً شديداً في الإرادة، وانعكاسٌ نفسي ، وانعدام عضلاتٍ للمستقيم، بل إنه فعل الكلاب ، فعل البغال والحمير، فعل القردة والخنازير، ولا يصاب الشخص اللوطي أو فاعل العادة السرية بالأمراض الفتاكة إلا بعد فترة مديدةً من الزمن . أيها المسلم :”
ما هو موقفك حينما يناديك الله بين الخلائق أجمعين وأنت فاعلٌ للواط، ثم يفضحك بين الخلق أجمعين . بل ما هو موقفك حينما يرسل الله عليك ملك الموت وأنت فاعل للواط .- لماذا أصبح أكثر الشباب صحبتهم من أجل الغرام واللواط ؟
أيها المبتلي توب إلي الله:”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد يقول من ابتلاه الله بهذا البلاء/ كيف أتوب وكيف أقلع وأندم؟ وكل صديقٌ يهددني، ويعرف عني القبائح والرذائل، والكل يضايقني من كل حدبٍ وجهة؟.
والجواب هو:” مهما هددّت من أصدقائك من كلامٍ وصور، ومهما بلغت شهرتك، ومهما بلغت فضائحك عنان السماء فأنت رجل ، والرجل قوي العزيمة والإرادة ، وباب التوبة مفتوحاً، والآيات والأحاديث تدل على أن الله غفورٌ رحيم فإذا تبت سوف تبدّل سيئاتك إلى حسنات، ويحبك الله ويرضى عنك بعد أن غضب عليك، وتبدّل أوصافك بالمحاسن والأوصاف الحميدة بدلاً من الأوصاف السيئة ، وسوف يعرف الناس توبتك بعدما علموا شهرتك. وفي الأثر: “إذا تاب العبد أنسى الله الحفظة ذنوبه و أنسى ذلك جوارحه و معالمه من الأرض حتى يلقى الله و ليس عليه شاهد من الله بذنب”(السيوطي وابن عساكر )عن أنس.
فبادر بالتوبة الآن قبل أن تبادر بالموت . ففي الحديث القدسي :”قال الله عزوجل :”يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم ، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم ، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ، لأتيتك بقرابها مغفرة”(الترمذي).
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف